٩ - أن الجانب التربوي للعقيدة -وهو شقها التطبيقي العملي- وأثرها على النفس البشرية كان له اهتمام كبير وعناية واسعة من أئمة السلف، وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى أن كتب الزهد من أهم مصادر العقيدة، وألفها أبرز علماء العقيدة الصحيحة كالإمام ابن المبارك وأحمد وهناد ووكيع وغيرهم.
١٠ - اتفاق السلف على كلمة سواء في باب المعتقد لا سيما أئمتهم، رغم تباعد الأوطان واختلاف الأمصار، وتعدد الشيوخ وتنوع العبارة، ولا يأتي الخلل في هذا الجانب إِلا ممن لم يسبر مذهبهم، ولم تكن له خبرة بأقوالهم وأدلتها وطرق استدلالهم.
١١ - أن خلفاء المسلمين وحكامهم وأمراءهم في تلك العصور كان لهم دور بارز في نشر الدين والانتصار للسنة، ودحض البدع وقمع أهلها ولهم في ذلك مواقف مشهودة.
١٢ - أن أئمة السلف الصالح كان لهم حضور في مسائل عصرهم، ونصرة لدين اللَّه في كل صغيرة وكبيرة تمس الدين، وتذهب بهاءه وتكدر صفوه، فتجد كلامهم مبثوثا في كل مسألة حدثت في الإسلام، سواء تعلق الأمر بالحفاظ على التراث الصافي، أو تعلق برد زحف البدع وجحافل الإحداث في الدين، فاحتضنوا الدين علما وعملا، وبلغوه بكل أمانة مهما كبر أو صغر، وألقموا المبتدعة جميعا في أفواههم الحجر.