للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللمسجد أبغض إلي من كناسة (١) داري -يعني أصحاب القياس-" (٢).

٤٢ - حدثني ابن إسحاق قال: حدثنا جعفر بن عون، عن عيسى الحنّاط قال: "سأل رجل الشعبي عن شيء؟ فقال: قال ابن مسعود: كذا كذا، فقال: أخبرني برأيك، فقال: ألا ترون إلى هذا؟ أخبره عن ابن مسعود ويسألني رأيي، اللَّه تبارك وتعالى آثر عندي وديني من أن أقول فيها برأيي، واللَّه لأن أتغنّى بغنية أحب إليّ من أن أقول فيها برأيي" (٣).


(١) الكناسة هي القمامة، وهو مكان تجمع الزبالة، وكأنه يشير إلى أنهم أنتنوا المسجد بكلامهم وجهلهم، كما أفسدت الأوساخ والزبالة مكان رميها وهو الكناسة، وإلا فالمسجد محترم محبوب مُعَلَّقٌ به قلب المؤمن مهما كانت أحواله الطارئة عليه، ويوضح هذا لفظه الآخر: "ما جاءَك عن أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فخُذه، ودعْ ما يقول هؤلاء الصَّعافِقة" واللَّه أعلم، مختار الصحاح (٥٨٦).
(٢) إسناده حسن؛ فإن شيخ المصنف هو ابن أبي الشوارب صدوق التقريب (٦١٣٨) والباقى ثقات، كتاب الصمت وآداب اللسان (١١٤) رقم (١٥٦)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٢٠)، وابن سعد في الطبقات (٦/ ٢٥١) ترجمة الشعبي وفيه أن المراد هو حماد وأصحابه وكانت لهم ضوضاة في المسجد، وكان يذمهم وينهى عن أخذ العلم عنهم يشير إلى أنهم لا علم لهم، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (١/ ١٩٨)، وابن حزم في الإحكام (٨/ ٥١٢)، وذكره أبو عبيدة في غريب الحديث (٤/ ٤٤٣)، وابن الأثير في النهاية (٣/ ٣١)، وابن الجوزي في غريب الحديث (١/ ٥٩٠).
(٣) إسناده ضعيف جدا، مداره على عيسى الحناط وهو متروك التقريب (٥٣٥٢)، الإشراف (٣٠٩ - ٣١٠) رقم (٤٤١)، والدارمي في سننه (١/ ٤٥) رقم (١٠٩)، وابن عساكر في تاريخه (٢٥/ ٣٧٠) من طريق المصنف، وضبطت عنده: "أتغيا تغيية" وهي عند ابن أبي الدنيا بضبط الناسخ كما ذكرت وهو من أهل العلم على =

<<  <  ج: ص:  >  >>