للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان، وقرَّت في القلوب، ضرَّت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت" (١)، وقال الذهبي: "أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة" (٢)، وقد أوضح الإمام الشاطبي رحمه اللَّه وجه النهي عن الاستماع إليهم فقال: "قد يكون المرء على يقين من أمر من أمور السنة، فيلقي له صاحب الهوى فيه هوى مما يحتمله اللفظ لا أصل له، أو يزيد له فيه قيدًا من رأيه، فيقبَله قلبُه، فإذا رجع إلى ما كان يعرفه وجده مظلمًا؛ ، فإما أن يشعر به فيرده بالعلم، أو لا يقدر على رده، وإما أن لا يشعر به فيمضي مع من هلك" (٣)، وهذا الاشتباه الذي يقع للمرء إنما هو عقوبة من اللَّه له على سماعه لصاحب البدعة كما قال سفيان الثوري: "من أصغى بأُذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة اللَّه وَوُكِل إليها يعني إلى البدع" (٤).

ولما كان صاحب البدعة يتجارى به الهوى كما يتجارى الكَلَب


(١) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (٢٩٨ - ٢٩٩)، ولا تكاد تجد كتابا جامعا من كتب الاعتقاد المسندة إلا وفيه باب في هجر المبتدع والنهي عن الاستماع إليه ونحو ذلك.
(٢) السير (٧/ ٢٦١).
(٣) الاعتصام (٦٦).
(٤) شرح السنة (٦٠)، وانظر هجر المبتدع للشيخ بكر أبو زيد (٣٥ - ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>