للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خشية أن تكون داخلة في البدعة، وذلك أن مسؤولية العالم عظيمة أمام اللَّه, لأنه محل القدوة، والناس ينظرون إليه ليأخذوا عنه، وقد عقد الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه اللَّه بابا بعنوان: اجتناب العالم ما يتورّط بسببه العامة فقال: "هذا باب من أبواب الدين، موضوعه إصلاح المعتقدات في العبادات، وتنبيه العامة، حكم ما ألفوه من العادات" (١)، قال الطرطوشي -رحمه اللَّه- لا تكلم عن التعريف (٢): "اعلموا -رحمكم اللَّه- أن هؤلاء الأئمة علموا فضل الدعاء يوم عرفة، ولكن علموا أن ذلك بموطن عرفة، لا في غيرها، ولا منعوا من خلا بنفسه، فحضرته نية صادقة أن يدعو اللَّه تعالى، وإنما كرهوا الحوادث في الدين، وأن يظنّ العوام أن من سنة يوم عرفة لسائر الآفاق الاجتماع والدعاء، فيتداعى الأمر إلى أن يدخل في الدين ما ليس منه" (٣)، وقال أبو شامة رحمه اللَّه: "إن الرجل العالم المقتدى به، والمرموق بعين الصلاح, إذا فعلها أي صلاة الرغائب كان موهما للعامة أنها من السنن، كما هو الواقع، فيكون كاذبا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بلسان الحال، ولسان الحال قد يقوم مقام لسان القال وأكثر ما أوتي الناس في البدع بهذا السبب، يظن في شخص أنه من أهل العلم والتقوى، وليس في نفس الأمر كذلك، فيرمقون أقواله وأفعاله، فيتبعونه في ذلك فتفسد أمورهم. . . فلا ينبغي للعالم أن يفعل ما يتورط العوام


(١) الباعث على إنكار البدع والحوادث (٢١).
(٢) وهو اجتماع الآفاقيين عشية عرفة في المسجد والدعاء كما يفعله بعض الحجاج عشية عرفة.
(٣) الحوادث والبدع (٢٥٩)، وانظر الباعث على إنكار الحوادث والبدع (١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>