للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بسبب فعله، في اعتقاد أمر على مخالفة الشرع" (١)، ولما تكلم الشاطبي رحمه اللَّه عن ترك السلف لبعض الأمور الجائزة أو المستحبة وجَّه ذلك بقوله: "فهذه أمور جائزة، أو مندوب إليها، ولكنهم كرهوا فعلها خوفًا من البدعة؛ لأن اتخاذها سنة إنما هو بأن يواظب الناس عليها مظهرين لها، وهذا شأن السنة، وإذا جرت مجرى السنن صارت من البدع بلا شك" (٢).

وعدّ رحمه اللَّه هذا من أسبالب نشأة البدع فقال: "فالبدعة تنشأ عن أربعة أوجه:

أحدها: -وهو أظهر الأقسام- أن يخترعها المبتدع.

والثاني: أن يعمل بها العالم على وجه المخالفة، فيفهمها الجاهل مشروعة.

والثالث: أن يعمل بها الجاهل مع سكودت العالم عن الإنكار، وهو قادر عليه، فيفهم الجاهل أبها ليست بمخالفة.

والرابع: من باب الذرائع، وهي أن يكون العمل في أصله معروفًا، إلا أنه يتبدل الاعتقاد فيه مع طول العهد بالذكرى.

إلا أن هذه الأقسام ليست على وزان واحد، ولا يقع اسم البدعة عليها بالتواطؤ، بل هي في القرب والبعد على تفاوت، فالأول هو الحقيق باسم البدعة. . . ويليه القسم الثاني. . . ويليه القسم الثالث. . . ويليه القسم الرابع" (٣).


(١) الباعث (١٧٨ - ١٨١) بتصرف.
(٢) الاعتصام (٢٨٠).
(٣) الاعتصام (٣٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>