للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الملك معصوم، والتأسي بالمعصوم مشروع، والبحث في جواز لعن المعين وهو الموجود" (١).

وقال رحمه اللَّه: "الحق أن من منع اللعن -لعن الفاسق المعين- أراد به معناه اللغوي، وهو الإبعاد من الرحمة، وهذا لا يليق أن يدعى به على المسلم، بل يطلب له الهداية والتوبة والرجوع عن المعصية، والذي أجازه أراد به معناه العرفي وهو مطلق السب، ولا يخفي أن محله إذا كان بحيث يرتدع العاصي به وينزجر، وأما حديث الباب فليس فيه إلا أن الملائكة تفعل ذلك ولا يلزم منه جوازه على الإطلاق" (٢)، وزاد ابن عابدين معنى آخر وهو أن المراد باللعن في حق المسلم الفاسق الطرد عن منازل الأبرار وليس الطرد من رحمة اللَّه فجاز بهذا الاعتبار (٣).

والذي يظهر لي من خلال هذه النقولات أن من ثبت عنه لعن المبتدع المعين فإما أن يكون ذلك من باب مطلق السب والحط عليه والإذلال والصغار، أو أنه ترجح له كفره، فإن السلف مطبقون على كفر الجهمية عموما (٤)، ونقل عن بعضهم تكفير بعض أعيانهم واللَّه أعلم (٥).


(١) فتح الباري (١٢/ ٧٦).
(٢) فتح الباري (٩/ ٢٩٥).
(٣) حاشية ابن عابدين (٣/ ٤١٦).
(٤) وهذا لا يستلزم تكفير جميع أعيانهم، انظر مجموع الفتاوى (٢٠/ ١٨٥).
(٥) انظر در التعارض (٥/ ٢٥٧، ٣٠٩)، المجموع (١٢/ ٤٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>