للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شره فيكتفي بما دون ذلك، كما قال عبد اللَّه بن مسعود: "اعتبروا الناس بأخدانهم"، وبلغ عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أن رجلا يجتمع إليه الأحداث فنهى عن مجالسته، فإذا كان الرجل مخالطا في السير لأهل الشر يحذر عنه" (١).

وذلك أن من خالط أهل البدع وباسطهم، إما أن يكون منهم متخف ببدعته لحاجة في نفسه، وإما أنه داخله شيء من أهوائهم، ومن كان كذلك وجب الحذر منه ولو لم نتيقن أنه منهم، وباب الحذر غير باب الحكم على الشخص كما بيّنه شيخ الإسلام في النقل السابق، وقال القرطبي رحمه اللَّه مبينا خطورة المخالَطَة على المخالِط: "نهى اللَّه عزَّ وجلَّ المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكفار واليهود وأهل الأهواء دخلاء وَوُلَجَاء يفاوضونهم في الآراء، ويسندون إليهم أموالهم، ويقال: كل من كان على خلاف مذهبك ودينك فلا ينبغي لك أن تحادثه" (٢).


(١) الفتاوى الكبرى (٢/ ٢٨ - ٢٩)، وأثر ابن مسعود في الإخوان للمصنف رقم (٣٨)، والطبراني الكبير رقم (١٨٩١٩)، وتتمته: "فإن الرجل يخادن من يعجبه".
(٢) الجامع لأحكام القرآن (٤/ ١٧٨ - ١٧٩) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>