للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرني أبو طفيلة الحرمازي (١) قال: "كنت جالسا مع أبي، وكان شيخا كبيرا من أولاد الجاهلية، فرأيت بقلة (٢) فحفرت عن أصلها، فإذا في الوعاء الذي تنبت فيه ثلاث حبات، نبتت واحدة، وثنتان صلبتان جدا، فجلست أتعجّب منه، فقال أبي: من أي شيء تعجب؟ قلت: من ثلاث حبات تنبت حبة، وثنتان صلبتان معها في وعاء، قال: يا بني إن اللَّه عزَّ وجلَّ خلق هذه الثلاث حبات لثلاث سنين، تنبت كل سنة واحدة، ولو نبت جميعا ثم أجدبت الأرض، ذهب حبّ النبات كلّه" (٣).

٩٣ - حدثنا هارون بن عبد اللَّه، نا عفان بن مسلم، عن مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن يقول: "كانوا يقولون -يعني أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحمد للَّه الرفيق الذي لو جعل هذا الخلق خلقا دائما لا يتصرّف لقال


(١) لم أقف له على ترجمة.
(٢) قال ابن مطرز: "البَقْل: ما يُنبِت الرّبيعُ من العُشب، وعن الليث: هو من النبات ما ليس بشجرٍ دِقٍّ ولا جِلٍّ، وفَرْقُ ما بين البقل ودِقِّ الشجر، أن البقل إذا رُعي لم يبق له ساقٌ، والشجر تبقَى له سُوق وإن دَقّتْ" المغرب في ترتيب المغرب (١/ ٨٣).
(٣) فيه شيخ المصنف لم أجد له ترجمة سوى أن المزي ذكره في ترجمة صفوان بن هبيرة في جملة الرواة عنه، وهشام بن الحكم ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٥٠٣)، ولم يذكر فيه البخاري ولا ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا انظر التاريخ الكبير (٨/ ٢٠٠)، والجرح والتعديل (٩/ ٥٧)، أما أبو طفيلة فلم أجد له ترجمة اللهم إلا كلاما لابن حجر في الإصابة في ترجمة مساور بن هند ذكره دون نسبة فلعله هو، كتاب المطر (١٠٩) رقم (٨٩)، ومن طريقه أبو الشيخ في العظمة (٤/ ١٢٦٩ - ١٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>