للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاكّ في اللَّه: لو كان لهذا الخلق ربّ يحادثه (١)، وإن عزَّ وجلَّ قد حادث بما ترون من الآيات: إنه جاء بضوء طبّق ما بين الخافقين (٢)، وجعل فيها معاشا، وسراجا وهّاجا، ثم إذا شاء ذهب بذلك الخلق، وجاء بظلمة طبقت ما بين الخافقين، وجعل فيها سكنا ونجوما وقمرا منيرا، وإذا شاء نباتا جعل منه المطر والبرق والرعد، والصواعق ما شاء، وإذا شاء صرف ذلك الخلق، وإذا شاء جاء ببرد يقرقف (٣) الناس، وإذا شاء ذهب بذلك، وجاء بِحَرٍّ يأخذ بأنفاس الناس؛ ليعلم الناس أن لهذا الخلق ربًّا هو يحادثه بما ترون من الآيات، كذلك إذا شاء ذهب بالدنيا وجاء بالآخرة" (٤).


(١) بمعنى يحدث فيه حوادث، كما قال شيخ الإسلام: "ذكر الحسن عن الصحابة الاستدلال بهذه الحوادث المشهودة على وجود الرب سبحانه، المحدث الفاعل بمشيئته وقدرته، وبطلان أن يكون موجِبًا يقارنه موجَبَه؛ فإن ذلك يمتنع محادثته؛ أي إحداث الحوادث فيه"، وله تعليقات جيدة على هذا الأثر فلتراجع في رسالة في معنى كون الرب عادلا (١/ ١٣٩) من جامع الرسائل والمسائل.
(٢) الخَافِقانِ أُفُقا المشرق والمغرب؛ لأن الليل والنهار يخفقان فيهما، مختار الصحاح (١٩٦).
(٣) أي: يرعدون من شدة البرد، النهاية (٤/ ٤٩)، وتاج العروس (١/ ٦٠٦٩).
(٤) إسناده حسن، مبارك بن فضالة صدوق يدلس ويسوي التقريب (٦٥٠٦)، لكنه صرح بالسماع، كتاب المطر (٨٠ - ٨١) رقم (٤١)، وأبو الشيخ في العظمة (١/ ٣٢٣ - ٣٢٤) رقم (٦٢)، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في جامع الرسائل والمسائل: رسالة في معنى كون الرب عادلا (١/ ١٣٩)، وزاد نسبته لابن الجوزي في التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>