للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المفضي إليها، الموقع عليها، فلا تتجاوز أفكار العقلاء هذه الأمور الأربعة. . . وإذا كان الفكر النافع لا يخرج عن الأقسام الأربعة التي ذكرناها، فله أيضًا محلان ومنزلان: أحدهما: هذه الدار، والآخر: دار القرار والفكر في المحبوب لذاته وهو اللَّه عزَّ وجلَّ له حالان: "إحداهما: فكرته في جماله وأوصافه، الثانية: فكرته في أفعاله وإحسانه وبره ولطفه الدالة على كمال صفاته، وإن تعلق فكره بنفسه لم يخرج أيضًا عن حالتين: إما أن يفكر في أوصافه المسخوطة، التي يبغضها محبوبُه ويمقتُه عليها ويسقطه من عينه، فهو دائما يتوقع بفكره عليها ليتجنبها ويبعد منها، والثانية: أن يفكر في الصفات والأخلاق والأفعال إلى تقرِّبه منه وتحببه إليه حتى يتصف بها، فالفكرتان الأوليان توجب له زيادة محبته وقوتها وتضاعفها، والفكرتان الأخريان توجب محبة محبوبه له وإقباله عليه وقربه منه وعطفه عليه وإيثاره على غيره، فالمحبة التامة مستلزمة لهذه الأفكار الأربعة فالفكرة الأولى والثانية تتعلق بعلم التوحيد وصفات الإله المعبود سبحانه وأفعاله، الثالثة والرابعة تتعلق بالطريق الموصلة إليها وقواطعها وآفاتها وما يمنع من السير فيها إليه" (١).


(١) المصدر السابق (١/ ٥٤٨ - ٥٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>