للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مشيئة اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-؛ فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار، بل يخرج منها، ثم يدخل الجنة. . . فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه للَّه فيه، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت، أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها، ومنعه من دخول النار بالكلية" (١).

كما أنه مطهر من الذنوب أيضًا بمعنى أن من حقق التوحيد فقد برئ من أنواع المخالفات وهي الشرك والمعاصي والبدع، كالشرك والنفاق والرياء التي وردت في الآثار السابقة، ولا شك أن التوحيد يقاوم المخالفات ويذهبها بحسبه، وفي تمام النص السابق لابن رجب يقول: "فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت منه كل ما سوى اللَّه محبة وتعظيما وإجلالا ومهابة وخشية ورجاء وتوكلا، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها، ولو كانت مثل زبد البحر، وربما قلبتها حسنات. . . فإن هذا التوحيد هو الإكسير الأعظم فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والخطايا لقلبها حسنات".

وهو عُدَّةٌ لأهل الكبائر فقد تواترت النصوص على خروج أهل الكبائر من النار، وعدم خلودهم فيها، وهم تحت المشيئة إما أن لا يدخلوها أصلا وإن


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ٣٩٨)، وراجع شروح كتاب التوحيد فقد ذكروا جميعا هذه المسألة وفصلوا القول فيها، وهداية الحيارى (١/ ١٣٠)، والمجموع (١٠/ ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>