للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دخلوها لم يخلدوا فيها، وسيأتي بيان ذلك في الأسماء والأحكام.

وهو أيضًا أعظم ما حورب به إبليس كما في توجيه مجاهد لمن لعن إبليس بأنه لا شيء أقطع لظهره من لا إله إلا اللَّه، قال شيخ الإسلام: "أهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم، ولهذا يهربون من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن. . . والكهانة كانت ظاهرة كثيرة بأرض العرب، فلما ظهر التوحيد هربت الشياطين، وبطلت أو قَلَّت ثم إنها تظهر في المواضع التي يختفي فيها أثر التوحيد" (١)، قال ابن القيم: "التوحيد حصن اللَّه الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين" (٢).

ولذلك كان أجره عظيما في الآخرة حيث يجزى به العبد أحسن الجزاء كما في سبق في ثالثا، بل حتى في الدنيا كما جاء في أثر ابن واسع من إقبال القلوب عليه، بل الأمر أعم من ذلك كما قال ابن سعدي: "ومن فضائل التوحيد أن اللَّه تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال، والتسديد في الأقوال والأفعال" (٣).

وهو كذلك من أعظم أسباب استجابة الدعاء كما في أثر الربيع


(١) النبوات (٢٨٠).
(٢) وذلك في معرض بيانه لأسباب الوقاية من الجن والعين والسحر، فعددها عشرة أسباب ثم ختمها بأعظمها وأهمها، بدائع الفوائد (٢/ ٤٧٠).
(٣) القول السديد (١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>