للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرض ونحو ذلك إلا اللَّه، وهذا الخوف لا يكون العبد مسلما حتى يخلصه للَّه ويفرده بذلك دون من سواه (١)، ولذلك "الخوف والرجاء وما أشبه ذلك؛ فإن كمل خوف العبد من ربه لم يخف شيئا سواه. . . وإذا نقص خوفه خاف من المخلوق، وعلى قدر نقص الخوف وزيادته يكون الخوف، كما ذكرنا في المحبة، وكذا الرجاء وغيره، فهذا هو الشرك الخفي الذي لا يكاد أحد أن يسلم منه إلا من عصمة اللَّه تعالى" (٢).

وإذا صرف الخوف للَّه وحده أورث ترك المخالفات، كما سبق أن من خاف اتقى قال ابن القيم: "الخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين محارم اللَّه -عز وجل-؛ فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط" (٣).

أما كونه تعظيما وحياءًا من اللَّه فالذي يظهر لي أن ذلك ليس مطلق الخوف، وإنما نوع خاص منه وهو الهَيْبَة، وهي: خوف مقارن للتعظيم والإجلال، وأكثر ما يكون مع المحبة والمعرفة، والإجلال تعظيم مقرون بالحب" (٤).

وأما الخوف والعمل، فبينهما علاقة وطيدة كما سبق في الرجاء


(١) تيسير العزيز الحميد (٤٨٥ - ٤٨٧) بتصرف.
(٢) مجموع الفتاوى (١/ ٩٤).
(٣) مدارج السالكين (١/ ٥٥١).
(٤) انظر مدارج السالكين (١/ ٥٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>