للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عبد الرحمن بن أبي حوشب قال: سمعت بلال بن سعد (١) يقول: "عبادَ الرحمن أمَّا ما وكلكم اللَّه به فتضيّعونه، وأما ما تكفل لكم به فتطلبونه، ما هكذا نعت اللَّه عباده الموقنين، أَذَوُوا عقول في طلب الدنيا، وبُلْهٌ عما خلقتم له، فكما ترجون رحمة اللَّه بما تؤدون من طاعة اللَّه -عزَّ وجلَّ- فكذلك اشفقوا من عذاب اللَّه بما تنتهكون من معاصي اللَّه -عزَّ وجلَّ-" (٢).

٣٣٢ - حدثنا محمود بن خداش قال: حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس: "أن معاذ بن جبل (٣) لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ قال: فقيل: لم نصبح، حتى أُتي فقيل له: قد أصبحت، قال: أعوذ باللَّه من ليلة صباحها إلى النار، مرحبا بالموت مرحبا، زائر مغبّ حبيب جاء على فاقة، اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار، ولا لغرس الشجر، ولكن لظمأ


(١) هو بلال بن سعد بن تميم الأشعري أو الكندي، أبو عمرو أو أبو زرعة الدمشقي، ثقة عابد فاضل، مات في خلافة هشام، التقريب (٧٨٠).
(٢) إسناده صحيح، وشيخ المصنف هو إسحاق بن إبراهيم المروزي الإمام المعروف، التقريب (٣٣٤)، اليقين (٦٤) رقم (٣٨)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٢٣١)، والبيهقي في الزهد الكبير (٢/ ٦٣) رقم (٧)، ومن طريقه وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٠/ ٤٩٤ - ٤٩٥)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (٤/ ٢١٩).
(٣) هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، مشهور من أعيان الصحابة، شهد بدرا وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات بالشام سنة (١٨ هـ)، الإصابة (٣/ ١٣٦)، التقريب (٦٧٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>