للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خوف في أول أثر، ثم بيان أن من حسن ظنه ولم يخف فهو مخدوع، ثم في أثر أبي العالية ذم قوم يأتون في الزمان القادم بأن أمرهم كله طمع ليس معهم خوف، واستعاذة أبي الجلد من ذلك الزمان ووصفه أصحابه بأنهم يرجون ولا يخافون، كما ورد بيان أن الخوف وإن كان مسيطرا على حال المذنب لا ينبغي أن يمنعه من الرجاء في سعة عفو اللَّه، وهذا في الآثار السابقة فيمن حضره الموت فخاف ذنوبه ورجا ربه، كأثر ابن مسعود وغيره فهم يشتكون ذنوبهم، ويشتهون مغفرة من ربهم وذلك أن "الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك للكان أمنا، فأهل الخوف للَّه والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم اللَّه" (١)، قال ابن القيم في مقام تعداد بعض فوائد الرجاء: "ومنها: أن الخوف مستلزم للرجاء، والرجاء مستلزم للخوف، فكل راج خائف، وكل خائف راج، ولأجل هذا حسن وقوع الرجاء في موضع يحسن فيه وقوع الخوف. . . والتحقيق أنه ملازم له فكل راج خائف من فوات مرجوه، والخوف بلا رجاء يأس وقنوط" (٢)، ثم بيان أن الخوف والرجاء المقصود منهما الترغيب في العمل الصالح، والترهيب من العمل السيِّء، كما في دعاء الحسين أنه يطلب الحسنات شوقا، ويفر من السيئات خوفا، ووصف الحسن لأهل البصائر في الدنيا بأنهم كذلك، وأثر مسلم بن يسار في أن من رجا شيئا طلبه، ومن خاف من شيء هرب


(١) مجموع الفتاوى (٧/ ٢١).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>