للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عهد ولاية أبيه لا في عهده هو واللَّه أعلم.

الثالث: أنه يستبعد جدا أن يكون قد بقي إلى حدود سنة (٢٩٠ هـ)؛ لأن القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي الذي حضر وفاته، وتأسف على العلم الذي مات معه (١)، لم يعمِّر إلى هذه السنة، بل توفي فجاة سنة (٢٨٢ هـ) (٢).

الرابع: أما ما سبق ذكره عن السيوطي فقد ذكر هو نفسه ما هو بخلافه، حيث جزم في نهاية ترجمة المعتضد (٣)، بأن ابن أبي الدنيا ممن مات في عهده من الأعلام.

هذا وقد تأثر لوفاته رحمه اللَّه العلماء، وتأسفوا على موته، كما روى الخطيب البغدادي -بسند حسن- (٤) في تاريخه عن القاضي أبي الحسن قال: بكّرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبي الدنيا، فقلت له: أعزّ اللَّه القاضي مات ابن أبي الدنيا، فقال: رحم اللَّه أبا بكر مات معه علم كثير، يا غلام امض إلى يوسف حتى يصلي عليه، فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية (٥)، ودفن بها" (٦).


(١) كما سيأتي نقله قريبا في قصة وفاته والصلاة عليه.
(٢) تاريخ بغداد (٦/ ٢٨٩).
(٣) تاريخ الخلفاء (٣٢٠).
(٤) فإن القاضي أبا الحسن وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت، كان صدوقا صالحًا، وفيه كلام لا ينزل الأثر عن درجة الحسن، انظر تاريخ بغداد (٥/ ٩٤)، ولسان الميزان (١/ ٢٥٥).
(٥) هي مقبرة في الجانب الغربى من بغداد، دفن فيها جماعة كثيرة من الصالحين، ولهذا يطلق عليها مقبرة الصالحين، انظر القاموس المحيط (١/ ٦٦١)، معجم البلدان (٣/ ٣٧٤).
(٦) تاريخ بغداد (١٠/ ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>