للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذين أخذوا عن الصحابة: أن الزيادة في هذه الآية النظر إلى وجه اللَّه تبارك وتعالى، وانتشر عنه وعنهم إثبات رؤية اللَّه عز وجل في الآخرة بالأبصار" (١).

كما تضمنت الآثار بيان أن أعظم نعيم أهل الجنة هو رؤيتهم لربهم -عَزَّ وَجَلَّ- وأن كل نعيم دونه، فقد بين ابن أبي ليلى أن كل نعيم بل وكل أهوال القيامة بعد تجلي اللَّه لهم كان كل ذلك لم يكن شيئًا، وكذلك سلمة العباد بين أن ألذ نعيم وأكثره هو النظر إلى اللَّه، وهي مسألة أنكرها بعض من أثبت رؤية الرب تعالى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه: "مثبتة الرؤية منهم من أنكر أن يكون المؤمن ينعم بنفس رؤية ربه. . . وأكثر مثبتي الرؤية يقرون بتنعم المؤمنين برؤية ربهم، وهو مذهب سلف الأمة وأئمتها ومشايخ الطريق كما جاء في الحديث: "وأسألك لذة النظر إلى وجهك" (٢)، وذكر الإمام القصاب رحمه اللَّه في بيان الرد على من استدل بقوله تعالى: {نَاظِرَةٌ} بأنها منتظرة، بأن ذلك ليس بخلاف لما دلّ عليه القرآن من إثبات الرؤية وقال: "إذ لا ثواب أجل من انتظاره رؤية


(١) الاعتقاد (١٢٣)، ثم توسع في ذكر طرق تلك الأحاديث والآثار رحمه اللَّه، وانظر اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/ ٥٠٢ - ٥١٣)، والشريعة للآجري (٢/ ٩٨١) فقد ذكرا مثل قول البيهقي، وكذا ابن فورك في مشكل الحديث (٢٢٢).
(٢) الاستقامة (٢/ ٩٧ - ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>