للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرب سبحانه؛ لأنه غاية الطالبين، وأمتع تمتع المتمتعين" (١).

كما أن الآثار التي وردت في بروز اللَّه وتجليه لعباده وزيارتهم له وازدياد حسنهم هي من الآثار الدالة على الرؤية، وهذه الآثار هي فيما يحصل يوم الجمعة للمؤمنين من الكرامة والنعيم، فقد ورد ذكر الزيارة والتجلى والرؤية وسوق الجنة، وفي بعضها كلام، كما أنها وردت بصيغ مختلفة بعضها مختصر وبعضها اشتمل على زيادات مختلفة في بيان سبب ازدياد حسن وجوه أهل الجنة هل هو الرؤية أم الريح، وكل لا يقدح في الاستدلال بها على ما تضمنته من الرؤية والكرامة؛ لأن تلك الزيادات تكون بمنزلة أخبار مستقلة لكل خبر دلالة زائدة على ما في غيره؛ لأن هذا من باب الأخبار وليس من باب الأحكام (٢)، قال شيخ الإسلام: "وهذا الذي أخبر به ابن مسعود (٣) أمر لا يعرفه إلا نبي أو من أخذ عن نبي"، فما يحدث يوم الجمعة في الجنة أشياء كثير منها بروز اللَّه لعباده وتجليه لهم ورؤيتهم له وازدياد حسنهم بسبب ذلك أو بعضه (٤).

ومن ذلك ما ورد عن بعض السلف من جعل رؤية اللَّه هي جزاء لبعض الأعمال كالبكاء من خشيته سبحانه، وما ورد عن بعضهم الآخر


(١) نكت القرآن (٢٠٦/ أ - ب).
(٢) انظر المجموع (٦/ ٤٠٧ - ٤٠٨).
(٣) أي بروز اللَّه يوم الجمعة كما سبق، ثم بيّن أنه مما لم يؤخذ عن أهل الكتاب من وجوه كثيرة فراجعها.
(٤) انظر المجموع (٦/ ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>