للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلمات، وأما الملك الموكل بالنطفة فذاك راتب معها، ينقلها بإذن اللَّه من حال إلى حال، فيقدر اللَّه سبحانه شأن النطفة، حتى تأخذ في مبدأ التخليق، وهو العلق، ويقدر شأن الروح حين تتعلق بالجسد بعد مائة وعشرين يوما، فهو تقدير بعد تقدير، فاتفقت أحاديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصدق بعضها بعضا، ودلَّت كلها على إثبات القدر السابق، ومراتب التقدير، وما يؤتى أحد إلا من غلط الفهم، أو غلط في الرواية، ومتى صحت الرواية، وفهمت كما ينبغي، تبيَّن أن الأمر كله من مشكاة واحدة صادقة، متضمنة لنفس الحق وباللَّه التوفيق" (١).

التقدير الحولي: وقد ورد في أثر عطاء أنه في شهر النصف من شعبان، وخصها عكرمة بليل النصف منه، وجمهور العلماء على أنها ليلة القدر من رمضان، قال ابن العربي المالكي: "ليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعوَّل عليه، لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها فلا تلتفتوا إليها" (٢) وقال ابن القيم: "من زعم أنها ليلة النصف من شعبان فقد غلط (٣) " (٤).

التقدير اليومي: وقد واردت الإشارة إليه في أثر علي -رضي اللَّه عنه-، وهو ما


(١) شفاء العليل (٣٩).
(٢) تفسير القرطبي (١٦/ ١٣٠) وهو ترجيح القرطبي كذلك.
(٣) وعبارة ابن كثير: "فقد أبعد النجعة"، انظر تفسيره (٤/ ١٣٨).
(٤) شفاء العليل (٤٠)، وانظر ابن جرير (٢٥/ ١٠٨ - ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>