للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التي فطر اللَّه عليها خلقه، وأدلة العقول، والعيان، وليس في الوجود موجب ومقتض إلا مشيئة اللَّه وحده، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، هذا عموم التوحيد الذي لا يقوم إلا به، والمسلمون من أولهم إلى آخرهم مجمعون على أنه ما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن" (١).

وفي الأبيات الواردة في آخر المطلب تعلق قضاء الحاجات بإذن اللَّه، فإذا أذن في حاجة قضيت وإن اختلفت أسباب وطرق قضائها، وهذا أمر مهم جدا فإن إذن اللَّه بالشيء على ما فهمه السلف رحمهم اللَّه هو مشيئته وما في معناها، فعن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (٢) قال: "إلا بما سبق في قضاء اللَّه وقدره" (٣) وقال عطاء: "بمشيئة اللَّه" (٤) وقال الزجاج: "وما كان لنفس الوصول إلى الإيمان إلا بتوفيق اللَّه وهو إذنه" (٥) وقال الشيخ عبد الرحمن


(١) شفاء العليل (٨٠).
(٢) سورة آل عمران، من الآية (١٤٥).
(٣) الوسيط للواحدي (٢/ ٥٦٠)، تفسير البغوي (٢/ ٣٧٠)، وروى ابن جرير مثله أيضًا عن سفيان الثوري (٦/ ٦١٦).
(٤) الوسيط للواحدي (٢/ ٥٦٠)، تفسير البغوي (٢/ ٣٧٠)، وذكر عنه السمعاني قوله: "إلا بتوفيق اللَّه".
(٥) معاني القرآن للزجاج (٣/ ٣٦)، ونقله عنه الواحدي في الوسيط (٢/ ٥٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>