للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"الصبر كف النفس وحبسها عن السخط، مع وجود الألم، وتمني زوال ذلك، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع، والرضا انشراح الصدر، وسعته بالقضاء، وترك تمني زوال الألم، وإن وجد الإحساس بألم، لكن الرضا يخففه ما يباشر القلب، من روح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية" (١).

لكن ليس من شرط الرضا ألا يحس بالألم والمكاره، بل من شرطه ألا يعترض الحكم ولا يتسخطه، وقد ذكر ابن القيم رحمه اللَّه لذلك مثالا جيدا فقال: "المريض الشارب للدواء الكريه، متألم بصومه، راض به، والصائم في شهر رمضان، في شدة الحر، متألم بصومه، راض به، والبخيل متالم بإخراج زكاة ماله، راض بها، فالتألم كما لا ينافي الصبر، لا ينافي الرضا به" (٢).

أما الذي يكون قبل المصيبة فليس رضا وإنما هو عزم على الرضا قال شيخ الإسلام: "ما يكون قبل القضاء فهو عزم على الرضا، لا حقيقة للرضا، ولهذا كان طائفة من المشايخ يعزمون على الرضا قبل وقوع البلاء، فإذا وقع انفسخت عزائمهم كما يقع نحو ذلك في الصبر وغيره" (٣).

ثم شرح هذا الكلام بقوله: "ما قاله أبو سليمان ليس هو رضا،


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ١٩٥).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ١٨٢ - ١٨٣).
(٣) التحفة العراقية (٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>