للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٩ - حدثني عبد الرحيم بن يحيىى، قال: حدثنا عثمان بن عمارة، عن شيخ قال: "خرجت من البصرة أريد عسقلان (١)، فصحبت قوما حتى وردنا بيت المقدس، فلما أردت أن أفارقهم، قالوا لي: نوصيك بتقوى اللَّه ولزوم درجة الورع، فإن الورع يبلغ بك إلى الزهد في الدنيا، وإن الزهد في الدنيا يبلغ بك حب اللَّه، قلت لهم: فما الورع؟ فبكوا حتى تقطّع قلبي رحمة لهم، ثم قالوا: يا هذا، الورع: محاسبة النفس، قلت: وكيف ذاك قال: تحاسب نفسك مع كل طرفة وكل صباح ومساء، فإذا كان الرجل حذرا كيِّسا، لم يخرج عليه الفضل، فإذا دخل في درجة الورع احتمل المشقّة وتجرّع الغيظ والمرار، أعقبه اللَّه روحا وصبرا، واعلم أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وملاك هذا الأمر الصبر، وأما الزهد فهو أن يقيم الرجل على راحة تستر إليها نفسه، وأما المحب للَّه فهو مستقل لعمله أبدا، وإن ضيق واحتبس عليه رزقه فهو في ضيق ذلك لا يزداد للَّه إلا حبا ومنه إلا دنوًّا" وذكر الحديث بطوله (٢).


= البخاري في صحيحه انظر الفتح (١/ ٤٥)، وتغليق التعليق (٢/ ٢٢ - ٢٣)، ورُوي أيضًا عنه مرفوعا ولا يصح.
(١) مدينة بالشام من أعمال فلسطين، على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين، ويقال لها: عروس الشام، وكذلك يقال لدمشق أيضا، وقد نزلها جماعة من الصحابة والتابعين، وحدث بها خلق كثير، معجم البلدان (٤/ ١٢٢).
(٢) إسناده ضعيف جدا، فيه المتهم بالكذب في حديث الأبدال؛ وهو إما شيخ المصنف أو شيخ شيخه كما في ميزان الاعتدال (٢/ ٦٠٨) و (٣/ ٥٠)، الورع (١١٥ - =

<<  <  ج: ص:  >  >>