للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما ابنه المكتفي باللَّه فقد سار بنفسه للقضاء على القرامطة (١)، وأسلم على يديه قدامة بن جعفر بن قدامة وكان نصرانيا (٢).

وإذا كان أثر التأديب ظاهرا هذا الظهور، كان قول ابن الجوزي (٣): "جمهور العلماء شغلهم العلم عن الكسب، فاحتاجوا إلى ما لا بد منه، وقلَّ الصبر فدخلوا مداخل شانتهم، وإن تأولوا فيها إلا أن غيرها كان أحسن لهم، فالزهري مع عبد الملك، وأبو عبيدة مع طاهر بن الحسين، وابن أبي الدنيا مؤدب المعتضد، وابن قتيبة صدر كتابه بمدح الوزير، وما زال خلف من العلماء والزهاد يعيشون في ظل جماعة من المعروفين بالظلم، وهؤلاء وإن كانوا سلكوا طريقا من التأويل، فإنهم فقدوا من قلوبهم وكمال دينهم أكثر مما نالوا من الدنيا"، ليس على إطلاقه؛ فإنه ليس كل من دخل على السلطان دخل لأجل الدنيا، ولا كل من دخل عليهم ضعف إيمانه وغيّرته الدنيا، ولا تفضل حالة على أخرى مطلقا، بل يختلف ذلك باختلاف الداخل والمدخول عليه واللَّه أعلم (٤).


(١) تاريخ الإسلام (١/ ٢١٦٦).
(٢) تاريخ الإسلام (١/ ٢٣٥٨).
(٣) صيد الخاطر (٧٠).
(٤) انظر مجموع الفتاوى (١٠/ ٥٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>