للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذلك لما جمع له بعض الناس كتابا فيه إباحة نكاح المتعة وآلات اللهو والغناء، فعرضه على القاضي إسماعيل فنصحه بأنه لا يفعل هذا إلا زنديق، وأن العلماء لا يجتمع في أحدهم كل هذه الأقوال الشاذة، بل من قال ببعضها لم يقل ببعضها الآخر، فمن أخذ بجميعها ذهب دينه، فعند ذلك أمر بتحريق الكتاب (١)، وكان شديد الحرص على القضاء على الفتن في البلاد وقضى بالفعل على كثير منها، وقال السيوطي: "في أول سنة -استخلف فيها- منع الوراقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها، ومنع القصاص، والمنجمين من القعود في الطريق. . . وفي سنة اثنتين وثمانين أبطل ما يفعل في النيروز: من وقيد النيران، وصب الماء على الناس، وأزال سنة المجوس" (٢).

وقد شهد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه بهذا الأثر العقدي الذي حصل في الناس فقال: "كان في أيام المتوكل قد عزَّ الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم، وكذلك في أيام المعتضد والمهدي والقادر وغيرهم من الخلفاء، الذين كانوا أحمد سيرة، وأحسن طريقة من غيرهم، وكان الإسلام في زمنهم أعز، وكانت السنة بحسب ذلك" (٣).


(١) المصدر السابق (١١/ ٨٧).
(٢) تاريخ الخلفاء (٣٢٠)، وانظر تاريخ الطبري (٥/ ٦١٠).
(٣) مجموع الفتاوى (٤/ ٢١ - ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>