للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحد منهم، إلا أن تفاصيل ذلك لا يعرف عنها إلا الشيء اليسير، ومن ذلك الشيء اليسير أنه لم يذكر ممن أدبهم إلا الخليفة العباسى المعتضد باللَّه أحمد بن طلحة، وابنه المكتفي باللَّه علي بن المعتضد.

والذي أريد إبرازه مما ذكرت هنا هو الجانب المتعلق بتخصصي وهو أثر ابن أبي الدنيا على عقيدة هذين الخليفتين (١).

فأما الخليفة المعتضد باللَّه فقد ظهر أثر التربية العقدية عليه واضحا فيما قام به من أفعال أثناء فترة حكمه، فمن أهم ذلك موقفه من الفلسفة والإلحاد، حيث قتل أحمد بن الطيب واستعظم دعوته له للإلحاد والكفر بقوله: "أنا ابن عم صاحب الشريعة، وأنا منتصب في منصبه" (٢)، وأحمد ابن الطيب هذا قال عنه ابن حجر: "معلم المعتضد. . .، قال ابن النجار: كان يرى رأي الفلاسفة، قتل سكران، قلت: وهو تلميذ يعقوب بن إسحاق الكندي، فيلسوف العرب. . . وكان موضعه من الفلسفة لا يجهل، وله مصنفات في الفلسفة وغيرها" (٣)، وقال الذهبي: "إن المعتضد قتل السرخسي -يعني أحمد هذا- لفلسفته وسوء اعتقاده" (٤).

كما استعظم الرخص والتحايل على الشريعة بتتبع زلات العلماء،


(١) ولهما رحمهما اللَّه جوانب عديدة مشرقة في حياتهما أغفلت الكلام عليها لأنني التزمت بأن تكون المقدمة مختصرة.
(٢) البداية والنهاية (١١/ ٨٦).
(٣) لسان الميزان (١/ ١٨٩ - ١٩٠).
(٤) تاريخ الإسلام (١/ ٢٢٣٠)، وانظر الوافي بالوفيات فقد ذكر قصة مطولة في ذلك (١/ ٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>