للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المؤمنين، ولا يرونها شيئا عند سيرتها، فيخلعونه ويخرجون عليه، ويبغضونه، ولا يرون طاعته، واللَّه لو خلص لي من الأمر شيء لأضربن عنق هذا وأمثاله، فقال له أبوه: يا بني واللَّه إني لأظن أن اللَّه عَزَّ وجَلَّ خلقك شقيا" (١)، بل إن وصيته عند موته كان فيها: "أنه يشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك؛ عليها يحي، وعليها يموت، وعليها يبعث. . . فرفع أبو جعفر رأسه إلى أبي العباس الطوسي -وكان قائما على رأسه- فقال: هذه واللَّه الشيعة لا شيعتكم" (٢)، وهذا فساد نظري أوجب هذا الفساد الأخلاقي الخاص، ولهذا لم يعرف عنه فساد أخلاقي في الشرب والفروج ونحو ذلك كما سبق عن ابن كثير، بل روي عنه نوع عبادة واهتمام بالقرآن وأهله.

وعلى كل حال هذا الكلام يقال في حياته، أما بعد موته وثبوت تراجعه، وندمه وسؤال اللَّه المغفرة والتوبة، ورجائه في عفو اللَّه، فينبغي أن لا يختلف في عدم تكفيره، بل يوكل أمره إلى اللَّه، وقد رويت في هذا المعنى آثار كثيرة، لخص محتواها الذهبي بقوله: "له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى اللَّه، وله توحيد في الجملة، ونظراء من الجبابرة والأمراء" (٣).


(١) البداية والنهاية (٩/ ١١٧ - ١١٨).
(٢) البداية والنهاية (٩/ ١١٩).
(٣) سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٤٣) وانظر الآثار في: مسند ابن الجعد (١/ ٢٨٣)، تاريخ الإسلام للذهبي (١/ ٧٤٢)، والبداية والنهاية (٩/ ١٣٧)، تاريخ دمشق =

<<  <  ج: ص:  >  >>