للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المذهب الخامس: أنهم مردودون إلى محض مشيئة اللَّه بلا سبب ولا عمل، وهذا المذهب مبني على أصول الجبرية، المنكرين للأسباب، والحكم والتعليل، وهو مذهب مخالف للعقل، والفطرة، والقرآن، والسنة، وجميع ما جاءت به الرسل.

المذهب السادس: أنهم خدم أهل الجنة، ومماليكهم معهم، بمنزلة أرقائهم ومماليكهم في الدنيا، وهو قول سلمان الفارسي -رضي اللَّه عنه-، وورد فيه قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في أولاد المشركين: "هم خدم أهل الجنة" قال ابن القيم: "هذا الحديث ضعيف" (١).

المذهب الرابع: أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا والآخرة، فلا يفردون عنهم بحكم في الدارين، فكما أنهم منهم في الدنيا فهم منهم في الآخرة، والفرق بين هذا المذهب وبين مذهب من يقول هم في النار، أن صاحب هذا المذهب يجعلهم معهم تبعا لهم، حتى لو أسلم الأبوان بعد موت أطفالهما، لم يحكم لأفراطهما بالنار، وصاحب القول الآخر يقول هم في النار لكونهم ليسوا بمسلمين، ولم يدخلوا النار تبعا.

المذهب الثامن: أنهم يكونون يوم القيامة ترابا، حكاه أرباب المقالات عن ثمامة بن أشرس، وهذا قول لعله اخترعه من تلقاء نفسه، فلا يعرف عن أحد من السلف، وكأن قائله رأى أنهم لا ثواب لهم ولا عقاب، فألحقهم بالبهائم، والأحاديث الصحاح، والحسان، وآثار


(١) أحكام أهل الذمة (٢/ ١١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>