للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصحابة، تكذب هذا القول وترد عليه.

المذهب التاسع: مذهب الإمساك، وهو ترك الكلام في المسألة نفيا وإثباتا بالكلية، وجعلها مما استأثر اللَّه بعلمه، وطوى معرفته عن الخلق، ولعل سبب هذا المذهب ما قاله ابن كثير رحمه اللَّه: "لما كان الكلام في هذه المسألة يحتاج إلى دلائل صحيحة جيدة، وقد يتكلم فيها من لا علم عنده عن الشارع، كره جماعة من العلماء الكلام فيها" (١).

المذهب العاشر: أنهم يمتحنون في الآخرة، ويرسل إليهم اللَّه تبارك وتعالى رسولا، وإلى كل من لم تبلغة الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار، وهذا قول جميع أهل السنة والحديث، نقله عنهم الأشعري، وحكى اتفاقهم عليله، وذكره ابن فورك، وابن عساكر.

وبعد هذا العرض للأقوال في هذه المسألة الشائكة، يظهر واللَّه أعلم، أنها تنقسم إلى الأقسام التالية:

أقوال ظاهرة الضعف: كإطلاق القول بأنهم في النار دون تفصيل، قال القاسمى: "لم يصح في تعذيب الأطفال بغير ذنب منهم حديث قط، ولا صح ذلك عمن ينظر إليه من أئمة السنة" (٢)، وإطلاق القول بإرجاعهم إلى محض المشيئة بلا سبب ولا عمل؛ لأنه قول مبني على نفي


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٤٧).
(٢) إيثار الحق على الخلق (٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>