للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والقول بأنهم خدم أهل الجنة صح عن سلمان، وفيه حديث مرفوع قد تقدم، وأحاديث الامتحان أكثر وأصح وأشهر. . . أحاديث هذا الباب. . . وإن أنكرها بعضهم، فقد قبلها الأكثرون، والذين قبلوها أكثر من الذين أنكروها، وأعلم بالسنة والحديث" (١)، وهذه الأحاديث لا تعارض القول الأول بأنهم في الجنة (٢)، بل عليه تجتمع الأدلة قال شيخ الإسلام: "هذا أجود ما قيل في أطفال المشركين، وعليه تتنزل جميع الأحاديث" (٣)، وقال: "وأما أولاد المشركين فأصح الأجوبة فيهم جواب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . .: "اللَّه أعلم بما كانوا عاملين"؛ فلا يحكم على معين منهم لا بجنة ولا بنار، ويروى أنهم يوم القيامة يمتحنون في عرصات القيامة، فمن أطاع اللَّه حينئذ دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، ودلت الأحاديث الصحيحة أن بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار" (٤).

ولهذا قال شيخ الإسلام: "وهذا التفصيل يذهب الخصومات، التي كره الخوض فيه لأجلها من كرهه؛ فإن من قطع لهم بالنار كلهم جاءت نصوص تدفع قوله، ومن قطع لهم بالجنة كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله، ثم إذا قيل: هم مع آبائهم، لزم تعذيب من لم يذنب، انفتح باب


(١) أحكام أهل الذمة (٢/ ١١٤٩).
(٢) انظر إيثار الحق (٣٣٩).
(٣) مجوع الفتاوى (٤/ ٢٤٦).
(٤) مجموع الفتاوى (٤/ ٣١٢)، وانظر (٤/ ٣٠٢ - ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>