الخوض في الأمر والنهي، والوعد والوعيد، والقدر والشرع، والمحبة والحكمة والرحمة، فلهذا كان أحمد يقول: هو أصل كل خصومة، فأما جواب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي أجاب به أحمد آخرا، وهو قوله:"اللَّه أعلم بما كانوا عاملين"، فإنه فصل الخطاب في هذا الباب، وهذا العلم يظهر حكمه في الآخرة، واللَّه تعالى أعلم" (١)، وهذا القول لا يعارض القول بأنهم في الجنة، وإنما يبيّن طريقة دخولهم الجنة، وهي بعد حصول الامتحان في الآخرة، فيدخل من علم اللَّه منه الإيمان لو عاش، فيكون دخوله بعد ظهور علم اللَّه فيه، وليس بمجرد علم اللَّه فيه، غاية ما فيه أنهم لا يدخلونها جميعهم، وهذا حق فقد وردت نصوص تنص على دخول بعض أولاد المشركين النار.