له بأن الذي بينهما لم يبلغ دينهما، بل إن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- نهى عن ذلك في أحلك الأوقات، وأحوجه إلى الوقيعة في خصومه، وهو يوم صفين، فلم يمنعه ذلك من النهي عن سب عسكر الشام، بل ومدحهم بأن فيهم الأبدال، قال شيخ الإسلام:"الصحابة رضوان اللَّه عليهم لم يقتتلوا قط لاختلافهم في قاعدة من قواعد الإسلام أصلا، ولم يختلفوا في شيء من قواعد الإسلام، لا في الصفات، ولا في القدر، ولا مسائل الأسماء والأحكام، ولا مسائل الإمامة، لم يختلفوا في ذلك بالاختصام بالأقوال، فضلا عن الاقتتال بالسيف"(١).
وقد حصل لمن وقع فيهم بعض العقوبات في الدنيا، بسبب دعاة بعض دعاء الصالحين عليهم، كدعاء سعيد بن المسيب على من صار وجهه وجه زنجى وجسده أبيض، لسبه طلحة والزبير وعليا رضي اللَّه عنهم، ومن اجتمع عليه الدبر حتى قطعه، ومن صار نصف وجهه أسود والآخر أبيض، ومن مسخ قردا، بل ومن لم يستطع النطق بالشهادتين عند احتضاره، ومن ذبح في نومه، وإخبار المحتضر بأن من جاء لبقض روحه يلعنون ويتبرؤون ممن يسب أبا بكر وعمر.
كل هذا يؤكد النهي عن سب الصحابة، والوقيعة فيهم، لا سيما أفاضلهم، كالشيخين، وباقى الخلفاء، أو السابقين الأولين، قال الهيتمي في معرض بيان النهي عن سب الصحابة: "هذا يشمل سائر الصحابة، لكنهم