للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثنا محمد بن ثابت البناني، عن أبيه قال: قالت عائشة رضي اللَّه عنها: "إذا سرّكم أن يحسن المجلس فأكثروا ذكر عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، ثم قالت: واللَّه إنا لوقوف بالمحصب، إذ أقبل راكب حتى إذا كان قدر ما يسمع صوته قال:

أبعد قتيل بالمدينة أشرقت ... له الأرض واهتز الغضاة (١) بأسوق

جزى اللَّه خيرا من إمام وباركت ... يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق

قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... نوائح في أكمامها لم تفتَّق

وكنت نشرت العدل بالبر والتقى ... وحكم صليب الدين غير مزوق

فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق

أمين النبي حبة وصفيه ... كساه المليك جبة لم تمزّق

من الدين والإسلام والعدل والتقى ... وبابك عن كل الفواحش مغلق

ترى الفقراء حوله في مفازة ... شباعا رواء ليلهم لم يؤرّق

قالت: ثم انصرف فلم نر شيئا، فقال الناس: هذا مزرد (٢)، ثم أقبلنا


(١) نبات صحراوي، له هدب كهدب الأرطى، لسان العرب (١٥/ ١٢٨).
(٢) اسمه يزيد بن ضرار بن حرملة الغطفاني، وإنما سمي مزردا لقوله:
فقلت تزردها يا عبيد فإنني ... لزرد القوافي في السنين مزرد
كان شاعرا، أخو الشماخ، انظر الأغاني (٨/ ٩٨)، الإصابة (٢/ ١٥٥)، وفي كلام الحافظ ما يفيد أنه ليس له صحبة، وفي الاستيعاب لابن عبد البر (٤/ ١٤٧٠) ما يفيد إثبات الصحبة له، كل ذلك بناء على أبيات لم يذكرها غير الأصفهاني فاللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>