للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاسلمتني عشيرتي وأبوا أن يحملوا معي وقالوا: نحمل الخطأ فأما العمد فلا، فقد قدمت التمس المعونة من هذا الحيّ من قريش، فأمرت لي بخزيرة (١) فصنعت فغديناه منها، ثم قلت له: انطلق بنا إلى خير القوم وسيّدهم ابن بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الحسين بن علي -رضي اللَّه عنه-، فخرجنا نلتمسه في بيته فلم نجده، فخرجنا فلقيناه بالبلاط فقلت: عندك الرجل، فاستوقفناه فوقف واستند إلى الجدار فقلت: يا ابن بنت رسول اللَّه، إن ابن أخ لي أصاب دما -فقصّ قصّته- وقدمت أستعين هذا الحيّ من قريش على ديته فرأيت أن أبدأ بك، فقال: واللَّه الذي نفس حسين بيده، ما أصبح في بيتي دينار ولا درهم وما غدوت إلى السوق إلا لألتمس العينة في بعض نفقاتنا وما لا بدّ منه، ولكني أراك رجلا جلدا وقد حان وقت حصاد مالي بذي المروة (٢) عَينِ يُحَنَّسَ (٣) فاخرج إليها فقم عليها بعمّاله ثم احصده ودقَّ وبع فإنها مودّية عنك، ولا تسأل أحدا شيئًا، فقال: أفعل، بأمي أنت وأمي، وكتب إلى قيّمه: انظر فلان بن فلان فخلِّ بينه وبين حصاد أرضك فإني قد أعطيته إياه، فخرج فحصدها فباع منها بعشرين


(١) الخزيرة لحم يُقّطع صغارا على ماء كثير، فإذا نضج ذُر عليه الدقيق، مختار الصحاح (٢٦٧).
(٢) ذو المروة من أعمال المدينة، قرى واسعة، وهي لجهينة، بينها وبين المدينة ثمانية برد، معجم ما استعجم (١٢١٨).
(٣) هي عين يحنس كانت للحسين بن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، استنبطها له غلام يقال له يحنس، معجم البلدان (٤/ ١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>