للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالعقيدة، فعن إبراهيم الحربي: "وكان وعدنا أن يملي علينا مسألة في الاسم والمسمى، وكان يجتمع في مجلسه ثلاثون ألف محبرة، وكان إبراهيم مقلا، وكانت له غرفة يصعد فيشرف منها على الناس فيها كوة إلى الشارع، فلما اجتمع الناس أشرف عليها فقال لهم: قد كنت وعدتكم أن أملي عليكم في الاسم والمسمى، ثم نظرت فإذا لم يتقدمني في الكلام فيها إمام يقتدى به، فرأيت الكلام فيه بدعة، فقام الناس وانصرفوا، فلما كان يوم الجمعة أتاه رجل، وكان إبراهيم لا يقعد إلا وحده، فسأله عن هذه المسألة فقال ألم تحضر مجلسنا بالأمس؟ قال بلى، فقال: أتعرف العلم كله؟ قال: لا، قال: فاجعل هذا مما لم تعرف" (١)، وكان الإمام أحمد رحمه اللَّه في المحنة كثيرا يجيب بقوله: "كيف أقول ما لم يقل" (٢)، ولهذا أنكر الإمام أحمد على أحمد بن علي قوله: إن اللَّه جبر العباد، ردا على القدري الذي نفى الجبر، ووضع كتابا في ذلك ومراده إثبات القدر، وعلل ذلك بأنه كلما ابتدع رجل بدعة اتسعوا في جوابها، وأنكر على من رد بشيء من جنس الكلام؛ إذا لم يكن لم فيها إمام مقدم (٣)، قال شيخ الإسلام: "لا يمكن العالم أن يبتدئ قولا لم يعلم به قائلا، مع علمه بأن الناس قد قالوا خلافه" (٤).

وأخيرا فإن إبراهيم النخعي كما في الأثر الأخير بين أنهم كانوا


(١) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٦١)، وانظر تعليق شيخ الإسلام على ذلك في المجموع (٦/ ١٨٦ - ١٨٧).
(٢) الفتاوى الكبرى (٣٥٢ - ٣٥٣).
(٣) انظر مجموع الفتاوى (٣/ ٣٢٦).
(٤) المجموع (٢٠/ ٢٤٧)، وانظر (٥/ ٢٦٥) و (٥/ ٥٧٧) عند كلامه على نسبة الحركة إلى اللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>