أروع البطولات في الجهاد في سبيل اللَّه، وبعض الكرامات التي ثبتت لبعضهم، وإقراء الضيف، وما سمع لبعضهم من هواتف تثني عليهم، والتواضع في الزي، والاخشوشان فيه، يأكلون دون الشبع، وحبهم للقرآن، واكتفاء بعض شعرائهم به عن قرض الشعر، حيث لم يقل بعد إسلامه شعرا، يضاعف أحدهم اجتهاده وعبادته، إذا قرب أجله، يصومون من الأيام أحرها، ويختارون من البر لأمهاتهم ما تقر به عينها، ولو أنفقوا من أموالهم أطايبها، يقدمون ذلك على كثير من العبادات كالحج وغيره، يعرف بعضهم حق بعض، ولا ينكر منزلته، ولو كان بينهم ما يكون بين الآدميين، من الخلاف والوحشة، لم يمنعه من ذكر فضل أخيه والاعتراف به، يعدون عدم الإنفاق، وخلوّ فنائهم من طالب حاجة من المصائب، حفظوا سنة نبيهم فلم يبدلوا، ولم يغيّروا، بل أدّوا كما سمعوا، امتحنهم غير واحد في حفظهم فكانوا يؤدون الحرف بعد زمن طويل كما أدوه قبل، يؤدون عن الناس ديونهم، بل ويزيدونهم مثلها عطاء، يشترون الدار بالثمن الغالي، ثم ترق قلوبهم لبكاء أهلها وحاجتهم لها وللمال، فيتنازلون عن البيت والمال، ترق قلوبهم للموعظة فتدمع عيونهم، ولا تمنعهم هيبة الخلافة ورونق العرش والكرسي من إظهار التخشع والخوف من اللَّه، والانكسار بين يديه، لا يخدعون عن القليل، ولا يتعاظمهم الكثير، منهم القضاة، ومنهم الدهاة، اختص بعضهم بالأناة، والآخر بالمعضلات، والآخر بالمبادهة، في حين كان الآخر للصغير والكبير، وكانت بعض بيوتهم بيوت جود، به يعرفون وعنه ينافحون، لا يقبلون في ذلك العذل واللوم، يحسنون لأصحاب الذمة، ويوصون بهم خيرا، ولا ينسونهم من برهم، ويبدأون بهم في الأعطية، اشتهر بعضهم بالمنافسة في أبواب العبادات حتى نسبت إليه عبادات لم تعرف عن غيره كالطواف سباحة، وقد أحسن من عوتب في عدم ذكر