- وقوله:"اصطرف" هو افتعل من الصرف، وأصله اصترف، كرة اجتماع الصاد والتاء؛ لما بينهما من الاختلاف، فأبدلت طاء، لأنها موافقة للصاد في الاستيعلاء، وللتاء في المخرج.
- وقوله:"حتى يأتيني خازني من الغابة". كلام حذف بعضه اختصاراً؛ لفهم المراد به، والتقدير: أنظرني حتى يأتي خازني. والعرب تحذف بعض/ ٧١/ب الكلام إذا كان في الباقي دليل عليه، كقوله تعالى:{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَاسِهِ فَفِدْيَةٌ} والتقدير: فحلق ففدية؛ لأن الفدية إنما تجب بالحلق، وكذلك قوله:{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أراد: وإن من أهل الكتاب أحداً إلا ليؤمنن به قبل موته.
و"الغابة" من أموال عوالي المدينة، وهو المذكور في حديث السباق من الغابة إلى موضع كذا، ومن أثل الغابة، وقد صحفه بعضهم فقال: الغاية، وكذا غلط بعض الشارحين في تفسيره، فقال: الغابة: موضع الشجر التي ليست بمربوبة لاحتطاب الناس ومنافعهم، فغلط من وجهين؛ وإنما الغابة في اللغة: الشجر الملتف، والأجم من الشجر وشبهها.