٣ - (ترغيب الزوج في الوفاء بحق زوجته وحسن عشرتها، والمرأة بحق زوجها وطاعته، وترهيبها من إسخاطه ومخالفته).
[صحيح](قال الحافظ): قد تقدم في "باب الترهيب من الدِّين"[١٦ - البيوع/ ١٥] حديث ميمون عن أبيه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أيُّما رجُلٍ تزوَّجَ امْرأةً على ما قلَّ منَ المَهْرِ أو كَثُرَ، ليسَ في نَفْسِه أنْ يُؤَدِّيَ إليها حقَّها؛ خَدعَها، فماتَ ولمْ يُؤَدِّ إليها حقّها؛ لقيَ الله يومَ القيامة وهو زانٍ" الحديث.
وتقدم في معناه أيضاً حديث أبي هريرة، وحديث صهيب الخير.
١٩٢٢ - (١)[صحيح] وعنِ ابْنِ عمرَ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
"كلُّكُم راعٍ ومسؤولٌ عنْ رعِيَّتِه، الإمامُ راعٍ، ومسؤولٌ عن رعيَّتِهِ، والرجلُ راعٍ في أهلهِ، ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولةٌ عن رعيتها، والخادمُ راعٍ في مال سيِّده، ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، وكلكم راعٍ، ومسؤولٌ عن رعيَّتِه"(١).
رواه البخاري ومسلم.
(١) مِن (رعى) رعاية، وهو حفظ الشيء وحسن التعهد له، و (الراعي): هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره، فكل من كان تحت ظره شيء فهو مطلوب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه، فإنْ وفى ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر، والجزاء الأكبر، وإنْ كان غير ذلك طالبه كل أحد من رعيته بحقه، وقد اشترك الإمام والرجل والمرأة والخادم في هذه التسمية، ولكنَّ المعاني مختلفة، فرعاية الإمام؛ إقامة الحدود والأحكام فيهم على سنن الشرع. ورعاية الرجل أهله؛ سياسته لأمرهم، وتوفية حقهم في النفقة والكسوة والعشرة. ورعاية المرأة؛ حسن التدبير في بيت زوجها، والنصح له، والأمانة في ماله وفي نفسها. ورعاية الخادم لسيده؛ حفظ ما في يده من ماله، والقيام بما يستحق من خدمته.