للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥ - فصل في خيام الجنة وغرفها وغير ذلك.

٣٧١٥ - (١) [صحيح] عن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه عنِ النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"إنَّ لِلْمؤْمِنِ في الجنَّة لخَيمةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ واحِدَةٍ مجوَّفَةٍ، طولُها في السماءِ سِتونَ مِيلاً، لِلْمُؤمِن فيها أهْلونَ، يطوفُ عليهِم المؤْمِنُ فلا يَرى بعضُهم بَعْضاً".

رواه البخاري ومسلم، والترمذي؛ إلا أنه قال:

"عرضها ستون ميلاً".

وهو رواية لهما. (١)


(١) قلت: تفرد بها عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران الجوني بسنده عن أبي موسى، أخرجه البخاري (٤٨٧٩)، ومسلم (٨/ ١٤٨)، والترمذي (٢٥٣٠) وصححه، وخالفه همام بن يحيى عند الشيخين، والدارمي أيضاً (٢/ ٣٣٦) وابن أبي شيبة (١٣/ ١٠٥ - ١٠٦)، وأحمد (٤/ ٤٠٠ و ٤١١ و ٤١٩)، والبيهقي في "البعث" (١٨١/ ٢٣٢)؛ كلهم عنه عن أبي عمران الجوني بالرواية الأولى:
"طولها في السماء ستون ميلاً".
وخالفه أيضاً أبو قدامة الحارث بن عبيد عن أبي عمران بلفظ همام.
أخرجه مسلم وأبو نعيم في "الجنة" (٢٣٠/ ٣٩٨).
وروايتهما أرجح كما لا يخفى، لا سيما ولفظ رواية عبد العزيز بن عبد الصمد موافقة لهما في رواية أحمد (٤/ ٤١١) عنه، وهي من تحديثه عن (علي بن عبد الله)، وهو ابن المديني الثقة الثبت الإمام. والله أعلم.
ثم إن لفظ حديث همام عند البخاري وقع في متن "فتح الباري" (٦/ ٣١٨):
"ثلاثون ميلاً"!
وعليه جرى الشارح (ص ٣٢٣)، فيبدو لي أنه خطأ قديم في بعض نسخ البخاري، والصواب ما عند الآخرين، فإن البخاري رواه عن شيخه حجاج بن منهال، وقد رواه من طريقه أبو نعيم بلفظهم المتقدم، وقال عقبه:
"رواه البخاري في "الصحيح" عن الحجاج بن منهال".
لكن يشكل عليه أن البخاري قال عقبه:
"قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد عن أبي عمران: ستون ميلاً".
فغاير بين هذا وبين الذي عقب عليه، فالأمر يحتاج بعد إلى مزيد من التحقيق ولم يمدنا بشيء منه الحافظ ابن حجر على خلاف عادته فى الجمع بين الروايات. وفوق كل ذي علم عليم.
وأما الجهلة فعزوا إلى البخاري الرواية الثانية دون الأولى!

<<  <  ج: ص:  >  >>