للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠ - (الترغيب في الموت في الغربة).

٣١٣٤ - (١) [حسن] عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال:

ماتَ رجلٌ بالمدينَةِ مِمَّنْ وُلدَ بها، فَصلَّى عليه رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قال:

"يا لَيْتَهُ ماتَ بِغَيْر مَوْلِدِه".

قالوا: ولِمَ ذاكَ يا رسولَ الله؟ قال:

"إنَّ الرجلَ إذا ماتَ بغيرِ مَوْلِده قِيسَ لَهُ مِنْ (١) مَوْلِدِه إلى مُنْقَطَع أثَرِه (٢) في الجنَّةِ".

رواه النسائي واللفظ له، وابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه".


(١) الأصل: (قيس بين مولده)، والتصحيح من "النسائي" (١/ ٢٥٩)، وكذا هو في المصدرين الآخرين. ومع خطأ ما في الأصل وفساد معناه لم يتنبه له الثلاثة المعروفون، فأثبتوه كما هو (٣/ ٦٦٧)!
(٢) أي: أجله. قال السندي رحمه الله: "لعله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يرد بذلك: يا ليته مات بغير المدينة، بل أراد يا ليته كان غريباً مهاجراً إلى المدينة ومات بها، فإن الموت في غير مولده فيمن مات بالمدينة كما يتصور بأن يولد في المدينة ويموت في غيرها -كذلك يتصور بأن يِولد في غير المدينة ويموت بها، فليكن التمني راجعاً إلى هذا الشق حتى لا يخالفَ الحديثُ حديث فضل الموت بالمدينة المنورة".
وأقول: إرجاع التمني إلى الشق المذكور ينافيه قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يا ليته مات بغير مولده" أي: بغير المدينة، فكيف يحمل على من مات في المدينة؟! والذي يبدو لي أن الحديث على ظاهره، وأنه لا ينافي فضل الموت بالمدينة، لأن هذا الفضل خاص بمن سكنها وصبر على لأوائها حتى الممات كما أشار إلى ذلك المؤلف فيما تقدم [١١ - الحج/ ١٥]: "الترغيب في سكنى المدينة حتى الممات. . ."، وحينئذ فإذا مات هذا الساكن في المدينة في الغربة يكون أفضل له مما لو مات فيها. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>