للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦ - (الترغيب في الدُّلْجة -وهو السير بالليل-، والترهيب من السفر أوله (١)، ومن التعريس في الطرق، والافتراق في المنزل، والترغيب في الصلاة إذا عَرَّسَ الناس).

٣١٢٢ - (١) [صحيح لغيره] عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"عليكم بالدُّلْجةِ؛ فإنَّ الأرضَ تُطوى باللَّيْلِ".

رواه أبو داود (٢).

٣١٢٣ - (٢) [صحيح لغيره] وعن جابرٍ -هو ابن عبد الله- رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"لا تُرْسِلوا فَواشِيَكُم [وصِبْيانَكُمْ] (٣) إذا غابَتِ الشمسُ حتّى تذهبَ


(١) قلت: هذا مما لم يظهر لي دلالة أحاديث الباب عليه. وإن كان قد سبقه إلى ذلك جمع كالبغوي وغيره، وهي وغيرها مما ذكروا -خاصة بحالة الإقامة- بقرينة حبس الصبيان وغيرهم، كالأمر بغلق الأبواب وغيره مما جاء في "الصحيحين" وغيرهما، وما زال المسلمون منذ العهد الأول إلى اليوم يسافرون أول الليل، لا يفرقون بينه وبين وسطه وآخره، ويدل عليه عموم قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل"، وهو الذي مال إليه ابن الأثير، وقد شرحت ذلك في "الضعيفة" تحت الحديث (٦٨٤٧).
(٢) قلت: وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقد أُعلَّ بما لا يقدح كما بينته في "الصحيحة" (٦٨١ و ٦٨٢).
(٣) زيادة من "مسلم". و" (الفواشي) جمع (فاشية): وهي الماشية التي تنتشر من المال كالإبل والبقر والغنم السائمة، لأنها تفشو؛ أي: تنتشر في الأرض"؛ كما في "النهاية". وكان الأصل (مواشيكم)، فصححته من "مسلم" و"أبي داود" و"المسند" أيضاً (٣/ ٣١٢ و ٣٨٦ و ٣٩٥). وفيه عنعنة أبي الزبير عن جابر، وأبو الزبير مدلس، وقد عنعنه، لكن قد صرح في رواية الحميدي في "مسنده" بالتحديث، لكن ليس فيها ذكر (فواشيكم)، وكذلك لم ترد في حديث عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار عن جابر عند الشيخين وغيرهما، فأخشى أن لا تكون محفوظة، فإن وجد لها طريق آخر أو شاهد، وإلا فهي منكرة أو شاذة كما حققته في "الصحيحة" (٣٤٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>