قلت: هو أعم من قتالهم بالأسلحة الحربية، لقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم". "المشكاة" (٣٨٢١)، و"صحيح أبي داود" (١٢٦١). (٢) (الرِّباط) بكسر الراء وبالباء الموحدة الخفيفة: ملازمة المكان الذي بين الكفار والمسلمين لحراسة المسلمين منهم. قلت: وليس من ذلك ملازمة الصوفية للربط، وانقطاعهم فيها للتعبد، وتركهم الاكتساب، اكتفاء منهم -زعموا- بكفالة مسبب الأسباب سبحانه وتعالى، كيف وهو القائل: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}، ولذلك قال عمر رضي الله عنه: (لا يقعدنّ أحدكم في المسجد يقول: الله يرزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة). وقوله: "خير من الدنيا وما عليها" أي: على الدنيا، وفائدة العدول عن قوله: "وما فيها" هو أن معنى الاستعلاء أعم من الظرفية وأقوى، فقصده زيادة للمبالغة، وبيان الحديث أن الدنيا فانية، والآخرة باقية. والدائم الباقي خير من المنقطع الكثير. والله أعلم. (٣) قلت: عزوه لمسلم لا يخلو من تسامح، فإنه لم يرو منه (٦/ ٣٦) إلا جملة الغدوة، وانظر "تحفة الأشراف" (٤/ ١١٣/ ٤٧١٦)، وهي مروية عن جمع من الصحابة منهم سلمان الآتي بعده. وهي مخرجة في "الإرواء" (٥/ ٣ - ٤).