للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩ - (الترهيب من أنْ يعلَم ولا يَعمل بعلمه، ويقول ما لا يفعله).

١٢٣ - (١) [صحيح] عن زيد بن أرقمَ رضي الله عنه؛ أنّ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقول:

"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفعْ، ومن قلب لا يَخشعْ، ومن نَفْسٍ لا تَشْبعْ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها".

رواه مسلم والترمذي والنسائي، وهو قطعة من حديث.

١٢٤ - (٢) [صحيح] وعن أسامة بن زيدٍ رضي الله عنه؛ أنه سمع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"يُجاء بالرجلِ (١) يومَ القيامة، فيُلْقى في النارِ، فَتَنْدلِقُ أقتابُه (٢)، فيدُورُ بها كما يدورُ الحِمارُ برحاه (٣)، فتَجْتَمعُ أهلُ النار عليه، فيقولون: يا فلانُ! ما شأنُك؟ ألستَ كنتَ تأمرُ بالمعروف، وتَنْهى عن المنكرِ؟ فيقول: كنتُ آمرُكم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن الشرِّ وآتيه".

١٢٥ - (٣) [صحيح] قال: (٤) وإني سمعتُهُ يقول -يعني النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ --:

"مررتُ ليلةَ أُسريَ بي بأقوام تُقرَضُ شفاهُهم بمقاريُضَ من نارٍ، قلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: خطباءُ أمتِّكَ الذين يقولون ما لا يَفعلون".


(١) أي: الذي يخالف علمه عمله. (الاندلاق) خروج الشيء من مكانه بسرعة.
(٢) جمع (قِتْب) بكسر القاف: الأمعاء أي: المصارين.
(٣) أي: الطاحون. فانظر يا أخي إلى حال من قال ولم يفعل كيف تنصبُّ مصارينه من جوفه، وتخرج من دبره، ويدور بها دوران الحمار بالطاحون، والناس تنظر إليه وتتعجب من هيئته، نسأل الله السلامة.
(٤) كذا في الأصل وغيره، يعني أنه من حديث أسامة بن زيد، وسيأتي كذلك في الباب الذي سيشير إليه المؤلف قريباً، يعني في (٢١ - الحدود /٢)، وهذا وهم فاحش، سببه -فيما أرى- اعتماد المؤلف رحمه الله على حفظه، وإملاؤه أحاديث الكتاب من ذاكرته، دون أن يرجع في ذلك إلى أصوله، فإن هذا الحديث الذي جعله من حديث أسامة بن زيد هنا وهناك، ليس من حديثه مطلقاً، لا في "الصحيحين" ولا في غيرهما، وإنما هو حديث آخر، لا صلة له بالأول، يرويه أنس ابن مالك رضي الله عنه، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٣٥ - موارد الظمآن) وغيرهم ممن =

<<  <  ج: ص:  >  >>