منها الحث على إطعام الطعام الذي هو أمارة الجود والسخاء، مكارم الأخلاق، وفيه نفع للمحتاجين، وسد الجوع الذي استعاذ منه الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ومنها إفشاء السلام الذي يدل على خفض الجناح للمسلمين والتواضع، والحث على تألف قلوبهم، واجتماع كلمتهم، وتوادهم ومحبتهم. ومنها الإشارة إلى تعميم السلام، وهو أنْ لا يخص به أحداً دون أحد، كما يفعله الجبابرة وأصحاب الكبر والأنفة، لأنَّ المؤمنين كلهم إخوة، وهم متساوون في رعاية الأخوة. ثم هذا العموم خاص بالمسلمين، فلا يسلم ابتداءً على كافر؛ لقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه". رواه مسلم والبخاري في "الأدب المفرد" وغيرهما، وهو مخرَّج في "الصحيحة" (٧٠٤).