أن أعمى أتى إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسولَ الله! ادْعُ الله أنْ يَكشفَ لي عن بصري. قال: أوْ أدَعُكَ. قال: يا رسولَ الله! إنه قد شَقَّ عليَّ ذهابُ بصري. قال:
"فانطَلِقْ فَتَوَضَّأْ، ثم صلِّ ركعتين، ثم قل:
(اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيِّي محمدٍ نبيُّ الرحمة، يا محمدُ! إنِّي أتوجه إلى ربي بك أنْ يكشف لي عن بصريَ، اللهم شَفِّعه فيَّ (١)، وشفِّعني في نفسي) ".
فرجع وقد كشف الله عن بصره.
رواه الترمذي وقال:"حديث حسن صحيح غريب".
والنسائي -واللفظ له-، وابن ماجه، وابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم وقال:"صحيح على شرط البخاري ومسلم".
وليس عند الترمذي:"ثم صلِّ ركعتين"، إنّما قال:
"فأمَرهُ أنْ يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يدعو بهذا الدعاء".
فذكره بنحوه، ورواه في "الدعَوات".
(١) بالتشديد، أي: اقبل شفاعته، أي: دعاءه في حقِّي. وقوله: "وشفِّعني" أي: اقبل دعائي. "في نفسي" أي: في أنْ تعافيني، وفي رواية لأحمد وغيره: "وشفعني فيه" أي: في النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. يعني: اقبل دعائي في أنْ تقبل دعاءه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيَّ. هذا هو المعنى الذي يدل عليه السباق والسياق، وخلاصته أن الأعمى توسل بدعائه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وليس بذاته، أو جاهه، وتفصيل هذا راجعْه في كتابي: "التوسل أنواعه وأحكامه".