غافل لاهٍ، كما يأتي في "١٥ - الدعاء"، فكيف مِن قلب سفيه فاجر.
وهذا يذكّرني بمثال آخر قريب منه وهو حديث أبي الدرداء، فيما يقوله إذا أصبح وإذا أمسى، وفيه (رقم ٣٨٢): "كفاه الله ما أهمّه، صادقاً كان أو كاذباً"، فإنه مع ظهور نكارته بلُ بطلانه، لم يكتف بتصديره بـ (عن) مع كونه موقوفاً حتى ذهب يقوّيه بزعمه أن سبيله سبيل المرفوع!! ولست أدري -وايم الله- كيف دخل في لبّه أن الله يستجيب لمن كان كاذباً بآيات الله، غير مؤمن بها وبفضائلها، وهو لا يستجيب لمؤمن يدعوه من قلب غافل لاهٍ؟!
ومما يؤكّد لك تساهله المذكور أنني رأيته صرّح في غير ما حديث واحد أن ابن لَهيعة وشهر بن حوشب حَسَنا الحديث في المتابعات، فأفاد أنهما في غير المتابعات ليسا كذلك، بل هما ضعيفا الحديث. (انظر "الصحيح" - ١٨٠ و ١٨٧)، فكان الواجب تصدير حديثهما، وأحاديث أمثالهما بـ (رُوي)، لأنه الموضِّح لمرتبة أحاديثهم مرتبة لا غموض فيها ولا مواربة. ومثله في "الضعيف" رقم (١٩ و ٢١).
[ب- تناقضه في تطبيق اصطلاحه!]
تناقضه في تطبيق اصطلاحه الذي شرحته في أول هذه المقدّمة، وذلك ظاهر في صوَر:
الأولى: هناك أحاديث عقّب عليها بقوله: "في إسناده احتمال التحسين". ثم هو يصدِّر بعضها بـ (عن) كالحديث (١٨٥)، وتارة بـ (روي) كالأحاديث (٧ و ٣٢٠ و ٣٧٧)!
الثانية: يعنعن لأحاديث فيها بقيَّة بن الوليد، وهو مدلِّس معروف، لا فرق