للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥ - (الترهيب من أن يموت الإنسان ولم يغز، ولم ينو الغزو، وذكر أنواع من الموت تلحق أربابها بالشهداء، والترهيب من الفرار من الطاعون).

١٣٨٨ - (١) [صحيح] عن أبي عمران قال:

كنا بمدينة الروم فأَخرجوا إلينا صفاً عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلُهم وأكثر، وعلى أهلِ مصرَ عقبةُ بنُ عامرٍ، وعلى الجماعة فضالةُ ابن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بينهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله! يُلقي بيديه (١) إلى التهلكة. فقام أبو أيوب فقال: أيها الناس! إنكم لَتَأَوَّلُون هذه الآية هذا التأوبل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعضٍ سراً دون رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله تعالى قد أعز الإسلام، وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا، وأصلحنا ما ضاع منها. فأنزل الله تعالى على نبيه ما يرد علينا ما قلناه: {وَأَنْفِقُوا (٢) فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وكانت التهلكةُ: الإقامةَ على الأموالِ وإصلاحَها، وتَرْكَنا الغزوَ. فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم.

رواه الترمذي وقال: "حديث غريب صحيح".

١٣٨٩ - (٢) [صحيح لغيره] وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"إذا تبايعتم بالعِيْنة، (٣) وأَخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم


(١) الأصل: "بيده" على الإفراد، والتصويب من الترمذي وغيره. انظر "الأحاديث الصحيحة" (رقم ١٣). وهو مما غفل عنه المعلقون الثلاثة! فما أكثر غفلاتهم!
(٢) الأصل: "وللفقراء"، وهو خطأ فاحش. وكذلك وقع في طبعة عمارة!
(٣) هي أن يبيع رجلاً سلعة بثمن إلى أجل، ثم يشتريها منه بأقل من ذلك الثمن نقداً، وهو محرم لما فيه من الاحتيال على الربا. ومن جهل المعلقين بالعلم والفقه قولهم في تفسيرها: " (بالعينة) " بالمال الحاضر من النقد، والمراد والانشغال بالبيع والشراء"!! فافهم عليهم إن كنت تفهم!! ومن تمام جهلهم أنهم ضعفوا الحديث، ولم يعبؤوا بطرقه المقوية له.

<<  <  ج: ص:  >  >>