فلمَّا نظر الجملُ إلى رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أقْبَلَ نحوَهُ حتى خرَّ ساجِداً بين يديه. فأخذ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بناصِيَته أذلَّ ما كانت قطُّ حتى أدْخَلَه في العَمَلِ، فقال له أصْحابُه: يا رسولَ الله! هذا بهَيمَةٌ لا يعْقِل يسجُدُ لكَ، ونحن نعْقِلُ، فنحنُ أحَقُّ أنْ نسجُدَ لَك؛ قال:
رواه أحمد بإسناد جيد، رواته ثقات مشهورون، والبزار بنحوه.
١٩٣٧ - (١٦)[صحيح لغيره] ورواه النسائي مختصراً (١)، وابن حبان في "صحيحه"، من حديث أبي هريرة بنحوه باختصار، ولم يذكر قوله:"ولو كان. . ." إلى آخره. وروي معنى ذلك في حديث أبي سعيد المتقدم [في الباب].
"قوله:(يسْنون عليه) بفتح الياء وسكون السين المهملة، أي: يستقون عليه الماء من البئر.
قوله:(والحائط): هو البستان.
(تَنْبَجِسُ) أي: تنفجر وتنبع.
(١) قلت: إطلاق العزو للنسائي، وعطف ابن حبان: عليه يوهم أنَّه في "السنن الصغرى" ومن حديث أبي هريرة، ولم أجده إلا في "الكبرى" (٥/ ٣٦٣/ ٩١٤٧) ومن حديث أنس بلفط: "لا يصلح لبشر أنْ يسجد لبشر، ولو صلح. . " إلخ. فلعل أصل العبارة: "والبزار بنحوه، والنسائي مختصراً. ورواه ابن حبان. . إلخ"، فتحرفت على النساخ. والحديث مخرج في "الإرواء" (٧/ ٥٤ - ٥٨).