فقامَ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ الله! أيُّ الإِسْلامِ أفْضَل؟ قال:
"أنْ يَسْلَم المسلمونَ مِنْ لِسانِكَ وَيدِكَ".
فقال ذلك الرجل أو غَيْرُه: يا رسولَ الله! أيُّ الهِجْرَةِ أفْضَلُ؟ قال:
"أنْ تَهْجُرَ ما كَرِهَ ربُّكَ، والهِجْرَة هِجْرتَانِ: هجْرَةُ الحاضِرِ، وهِجْرَةُ البَادِي، فهِجْرَةُ البادِي أنْ يُجيبَ إذا دُعيَ، ويُطيعَ إذا أمِرَ، وهِجْرَةُ الحاضِرِ أعْظَمُها بَلِيَّةً، وأفضَلُها أجراً".
رواه أبو داود مختصراً، والحاكم واللفظ له، وقال:
"صحيح على شرط مسلم".
٢٦٠٥ - (٥)[صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"شرُّ ما في الرجلِ؛ شحٌّ هالعٌ، وجُبْنٌ خالعٌ".
رواه أبو داود، وابن حبان في "صحيحه".
(١) قلت: سقطت من الأصل، واستدركتها من "المستدرك" من ثلاث روايات له (١/ ١١/ و ٤١٥)، ومن أبي داود وغيرهما، وقد خلط الشيخ الناجي هنا -على خلاف عادته- فزعم أن الحديث عند الحاكم عن (ابن عمر) من رواية بكر بن عبد الله عنه، وأن بكراً لم يرو عن (ابن عمرو بن العاص)، وكل ذلك وهم، وإنما رواه الحاكم عن أبي كثير زهير بن الأقمر عن ابن عمرو، وكذا رواه جمع، وتفصيل هذا مما لا مجال له هنا، فانظر "الصحيحة" (٨٥٨) إن شئت البيان، وهو في "صحيح أبي داود" (١٤٨٩)، وأمَّا المقلدون فلا يزالون في غفلتهم ساهون!