للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[صحيح لغيره] وفي رواية للحاكم: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"يقول الله: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري ما يقول: وادهراه! وادهراه! وأنا الدهر".

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". (١)

[حسن] ورواه البيهقي. ولفظه: قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"لا تَسُبُّوا الدَّهْر، قال الله عزَّ وجلَّ: أنا الدَّهْرُ، الأيَّامُ واللَّيالي أُجَدِّدُها وأُبْلِيها، وآتي بِمُلوكٍ بَعْدَ مُلوكٍ".

(قال الحافظ): "ومعنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة وأصابته مصيبة أو مكروه يسب الدهر؛ اعتقاداً منهم أن الذي أصابه فعلُ الدهر، كما كانت العرب تستمطر بالأنواء وتقول: مُطِرنا بنوء كذا، اعتقاداً أن ذلك فعل الأنواء، فكان هذا كاللعن للفاعل، ولا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء وفاعله، فنهاهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك. وكان ابن داود (٢) ينكر رواية أهل الحديث: "وأنا الدهر" بضم الراء ويقول: لو كان كذلك كان (الدهر) اسماً من أسماء الله عز وجل، وكان يرويه: "وأنا الدهرَ أقلب الليل والنهار" بفتح راء الدهر على الظرف؛ معناه: أنا طولَ الدهر والزمان، أقلب الليل والنهار.

ورجح هذا بعضهم. ورواية من قال: "لا، فإن الله هو الدهر". يرد هذا، والجمهور على ضم الراء. والله أعلم".


(١) كذا قال! وفيه عنعنة محمد بن إسحاق، ولم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة، وبالعنعنة رواه أحمد أيضاً وغيره، وهو مخرج في "الصحيحة" (٣٤٧٧) بمتابعة إبراهيم بن طهمان لابن إسحاق، ولهذا نقلته إلى هذا "الصحيح".
(٢) قلت: أبو بكر محمد بن داود الظاهري مشهور هو وأبوه رضي الله عنهما. كذا في "العجالة" (١٩٦/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>