فاسْتَرْجَعَ معاذٌ فقال: يا رسولَ الله! أنُؤاخَذُ بما نقول كلِّه، ويكتَبُ علينا؟ قال: فضَرب رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنكِبَ معاذٍ مراراً، فقال:
"ثكِلَتْكَ أمُّك يا ابْنَ جَبلٍ! وهل يَكُبُّ الناسَ على مناخرِهمْ في نارِ جهنَّمَ إلا حصائُد ألسِنَتِهِمْ؟! ".
٢٨٦٧ - (١٨) [صحيح] وعن أسود بن أصرم رضي الله عنه قال:
قلتُ: يا رسولَ الله! أوصِني قال:
"تَمْلِكُ يَدَك".
قلتُ: فما أمْلِكُ إذا لَمْ أمْلِكْ يَدي؟ قال:
"تَملِك لسانَك".
قال: قلتُ: فماذا أمْلِكُ إذا لمْ أمْلِكْ لساني؟ قال:
"لا تبسُطْ يَدك إلا إلى خيرٍ، فلا تقُلْ بِلسانِكَ إلاَّ مَعْروفاً".
رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني بإسناد حسن، والبيهقي. (١)
٢٨٦٨ - (١٩) [صحيح لغيره] وعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال:
. . . . . . . . . . . . . . . .
قلت: يا رسول الله! أوصني. قال:
"أوصيك بتقوى الله؛ فإنها زين لأمرك كله".
قلت: يا رسول الله! زدني. قال:
عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله عز وجل؛ فإنه ذكرٌ لك في السماءِ، ونور لك في الأرض".
. . . . . . . . . . . . . . . .
(١) قلت: تحسينه فقط فيه نظر، وإن تبعه الهيثمي (١٠/ ٣٠٠)، وقلدهما الثلاثة المعلقون! ذلك لأنَّ أحد إسنادي الطبراني صحيح، رجاله كلهم ثقات، وكذلك البيهقي في "الشعب" (٤/ ٢٤٠/ ٤٩٣١)، وبيان هذا في "الصحيحة" (٨٩١).